الاثنين، 4 أبريل 2011

اشكالية التكوين والتدريب في الجمعيات بالمغرب

مقدمة البحث

تمهـــــــيد
عرفت الحركة الجمعوية بالمغرب في الآونة الأخيرة ،دينامية وحركية بفعل تنوع أنشطتها ،وتعدد اختصاصاتها .وهكذا تبلورت في السنوات الأخيرة على الساحة تشكيلات و تنظيمات يافعة ،تسعى إلى اعتماد أساليب وتقنيات جديدة ،وتصورات إبداعية في العمل الجمعوي.
وقد كان للمتغيرات السياسية الوطنية والدولية الأثر الكبير في تنامي هده الجمعيات وتطورها.فمسلسل التناوب التوافقي الذي دخله المغرب ،ومسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية ،وتطور منظومة حقوق الإنسان العالمية ،ورغبة السلطات العامة في تعزيز المصالحة الوطنية مع الماضي وتقوية حقوق الإنسان .كلها عوامل ساهمت بشكل قوي في عودة الخطاب والممارسة الجمعويين وتجدرهما - بعد أن كانا محاصرين –  فتغيرت النظرة إلى الأدوار التي يمكن أن يلعبها المجتمع المدني وتعددت بدلك إنتاجاته ومساهماته في التخفيف من حدة الأزمات الاجتماعية التي يعرفها المجتمع المغربي.
دون أن نغفل السياق العولمي للظاهرة ،والتداعيات التي أفرزها تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتحول العالم إلى قرية كونية تتأثر مناطق بعضها ببعض ،حيث قوة المنظمات غير الحكومية ،وبروز جهات داعمة ومانحة متعددة ،واتساع أنشطتها على مستوى العالم.
أمام هده الدينامية الجديدة من تطور في الممارسة الجمعوية ،واتساع مجالات اشتغالها بات من الضروري التفكير على المستوى الرسمي أو المدني،  في تأهيل قدرات هده الجمعيات حتى تساير تطلعات المانحين من جهة ،وحتى تصل إلى مستوى الشريك لصانع القرار الحكومي في مناولة إشكالية التنمية بالبلاد بمختلف تفرعاتها من جهة أخرى .
بحيث أصبحت الجمعيات تبني مشاريع تنموية هادفة محليا ووطنيا ،مع السكان والفئات المستهدفة، وتوظف مقاربات جديدة في التعامل مع قضايا التنمية كالمقاربة التشاركية.والمقاربة المجالية،والمقاربة الترابية …..الخ وكلها أدوات تهدف إلى ضمان نجاح المشاريع المقدمة للساكنة وديمومتها،وأضحت تستفيد من الدعم اللوجستيكي والمالي والتاطيري الذي تمنحه جهات متعددة (الدولة ،الجماعات المحلية ،المنظمات غير الحكومية ،بعض المقاولات ، السفارات الأجنبية …..الخ) في إطار رؤية جديدة للتنمية تتوخى توسيع المشاركة والاستشارة في تدبيرها.
ومع التحديات التي تشهدها الجمعيات من منطلق تبني المشاريع وتسييرها،والترافع على العديد من القضايا الاجتماعية وجلب الدعم المناسب، والتفاوض مع جهات متعددة، ومتنوعة الأهداف، والاستراتيجيات.وبالنظر إلى الأدوار الطلائعية الجديدة ، أصبح  من اللازم تطوير قدرات مسيري ورواد هده الجمعيات حتى تواكب المستجدات وتستجيب للمتطلبات التي تفرضها طبيعة المشاريع المتبناة .
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة مشاريع ذات طابع خاص وهي برامج – دعم القدرات – الغاية منها عقلنة عمليات التأهيل والتطوير والتاطير للموارد البشرية لمختلف الجمعيات محليا ووطنيا وحتى دوليا.وللغرض نفسه شهدت الساحة الوطنية موجة من اللقاءات والمنتديات والدورات التدريبية ،في عدة مجالات وفي أكثر من مكان .وهي مبادرات كان من ورائها إما جهات رسمية (كوزارة التنمية الاجتماعية ،وكالة التنمية الاجتماعية…الخ)أو مبادرات من جمعيات جعلت من التكوين الجمعوي تخصصها(كالمركز المغربي لتنمية الكفاءات ،الجمعية المغربية للتضامن والتنمية ..الخ) أو من جماعات محلية .

أهمية الدراسة وأهدافها .

تنبع أهمية الدراسة من كونها.
1.     تسعى إلى طرح الموضوع بطريقة علمية على الساحة الفكرية والأدبية
2.     تسلط الضوء على أهمية التكوين في صناعة قيادات ونخب للمجتمع المدني قادرة على النهوض بأوضاع المجتمع المغربي.
3.     تضع إشكالية التكوين في سياق التحولات المعرفية والسياسية والاجتماعية المعاصرة.
4.     تهدف إلى عقلنة عمليات التكوين المنظمة لفائدة الجمعيات، مع إبراز الأسس العلمية والتقنية المؤطرة له، أو بعبارة أخرى منهجية إعداد مخطط للتدريب.
5.     ترصد علاقات الضعف والخلل الذي تربط بين تخلف البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمغرب، وتدني مستوى قياداته ونخبه الحزبية والفكرية بشكل عام ، وعلى وجه التحديد قيادات وأطر جمعيات المجتمع المدني.
إشكالية الدراسة
1.     ما الذي يدل عليه واقع انتشار عبارة( المجتمع المدني ) في الفكر العالمي اليوم ؟هل هو مجرد لفظ غامض أم أنه يؤشر على حدوث نقلة نوعية من الوعي والتطور التاريخيين؟
2.     كيف برز مفهوم المجتمع المدني وتطور في المجتمعات العربية الإسلامية ؟وما هي الأدوار و الوظائف التي يمكن أن يشغلها لتحقيق التنمية المنشودة ؟
3.     ما المقصود تحديدا بمفهوم التكوين أو التدريب ؟وما هي الاتجاهات والمقاربات المؤطرة له؟
4.     ما مكانة التكوين في إطار الإشكالية العامة للتنمية ؟
5.     ما المساقات السياسية والاجتماعية التي تحتضن مفهوم التكوين في تجربة الجمعيات؟
6.     كيف يمكن للتأطير والتكوين والتدريب أن يعيد صناعة النخب المحلية والقيادات الجمعوية؟
7.     ما هي المنهجية المعتمدة في إعداد مخطط تكويني لفائدة كوادر الجمعيات التنموية؟
8.     ما هي البرامج المخصصة لدعم كفاءات أطر ومسيري الجمعيات ؟وما هي الجهات التي تتبناها ؟
9.     ما هو التطبيق العملي للتكوين ودوره في نضج الواقع والممارسة الجمعوية ببلادنا؟

  منهج الدراسة
بالنظر إلى طبيعة الموضوع وتشعب روافده ،سنحاول تتبع المفاهيم المتداولة فيه،كالمجتمع المدني ،التكوين ، التدريب ، التنمية ، وتفحص المشكلات المرتبطة بها حاضرا ومستقبلا، لاستشراف آفاق العمليات التكوينية على مستقبل الجمعيات .وبالتالي سنقارب موضوع الدراسة من خلال تبني منهج دينامي ،وصفي ،تاريخي ، تحليلي ، مستعينين بتجارب ميدانية وببعض النماذج التطبيقية .لأجل امتلاك إجابات شافية حول ما هي التكوين داخل فضاءات جمعيات المجتمع المدني .
                                                              يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم