الجمعة، 1 أبريل 2011

في تأطير مفهوم المقاربة

يستحود على ذهن الباحث كثيرا مفهوم “المقاربة “، فيكثر التداول بشأنه في العديد من الدراسات والابحاث ،فتتعذر الحقيقة مرة أخرى بالنظر لصعوبة إخضاع الظاهرة الانسانية لمنهج التجريب من جهة ،ولما يحمله منطق الاستنباط من اسقاطات للذات وللقناعات ومنظومة القيم على الموضوع المراد تناوله من جهة أخرى،إن لم نقل استحالة
الموضوعية في هذا الصدد ، كما تعترض الادوات المعرفية المستخدمة ،جملة من العوائق الابستمولوجية من قبيل ،مدى درجة فعاليتها، ودواعي اختيار هذه الأدات من تلك، وبالتالي فمقاربتنا للحقيقة العلمية خصوصا في باب الاداب والعلوم الانسانية ،تنجز من باب التخمين ورسم السيناريوهات.
إننا ونحن نعالج قضية ما،أو نتساءل عن شيء ما،لا نقدم إجابات متكاملة قطعية،بقدر ما نقترب فقط من الموضوع قيد الدراسة. فبقدر تعدد مقارباتنا نقترب من الحقيقة،فنتعلم أكثر التواضع الفكري والعلمي إزاء حقائقنا ومعارفنا. لماذا إذن كلما كبرت مداركنا ظهر عجزنا أكثر عن الإحاطة المتكاملة؟ وهل الحقيقة الدينية وهم؟ أم مقاربة نتطلع من خلالها إلى عالم ” ما بعد الموت” أم هي حقيقة قطعية الدلالة والمعنى؟أسئلة معقدة كهاته تجعلنا في حيرة من أمرنا لأننا في مقاربة المقاربة.

الحقيقة المعاينة ،بحكم البيولوجيا والرؤية المتبصرة،تتولد من ظاهرة ” الموت” حيت يمكن اعتبارها ” نهاية الحقائق الزائفة والمتوهمة” هي ليست نهاية البيولوجيا فحسب،ونزع الروح من الجسد فقط،بل هي أيضا نهاية التفكير والقلق الفلسفي،فحتمية هذه “الموضوعة” هي التي ولدت المعرفة بالشكل الذي هي: تشبت بالاستمرار،وتعلق بالحياة.بعبارة أخرى إن أكبر هاجس تحكم في تفكير الانسان و بحثه ومعرفته هو “فكرة الخلود” ، وحيث أن الخلود أمر مستعصي إدراكه، كانت من الانسان محاولات لبلوغه، بتأجيلها وإبعاد المسافة بينه وبينها،والسعي لإطالة أمد الحياة وتفادي مسار الفناء.
ولنفترض مثلا،أنك يا ابن ادم خالد حي،فوق كوكبنا هذا، هل لك أن تخبرني عن معاني ودلالات : الجوع والشبع،الصحة والمرض،القلق والفرح ،الكدح والعمل ……الخ. لاحظ أخي القارئ أن كل الأفعال الإنسانية، والنوازع البشرية، تصبح دون معنى وتنهدم الصورة التي شكلناها على أنفسنا ، وعلى حقائقنا، وعلى العالم من حولنا.
الموت حقيقة مطلقة،ودون الارتباط بخالق الموت والحياة ، ضياع مطلق أيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم