هي …هي…
إلى من تنتظر الوصول
تلوح في الأفق
الآن
سحابة مثقلة
بالأمطار
تنتظر الأمر
لإفراغ محتوياتها……
تلكم هي الحياة. لحظات تزدان ،تتوالى ،غير آبهة بالرحيل ،غير معنية بالحضور.تتسم بالعنف والقهر في وجودها، وبالاضمحلال و اللامبالات في انصرامها. تلكم هي دقائق الحياة تسري على الشخوص والأمكنة. تحدث فيها الأثر الدفين ،تزعزع كياناتنا كلما مرت، فنبتسم للقاء الأحبة فيها ،ونفرح لميلاد الكتاكيت، نصفق فيها للزعيم ،نحيي فيها الكبير، ونحسن إلقاء الكلمات فوق المنابر، لنسمع الجميع .
تأتي وهي.. هي.. في العمق ،وفي التو، نقدم فيها العزاء لصديق فقد أهله أو نلعن الزخارف التي أعمت القلوب .ونصرخ لميلاد شعيرات بيضاء، تكدس اللحية والرأس ،تعلن عن مرحلة المشيب.
هي.. هي.. لحظات تقصم ظهر العجوز، وتفتح الباب للجديد،
ترانا كيف نعيش؟ وأين المسير؟ ترانا نعيد صنع المجد ونرجع الصبا والزمن العتيد؟ أم نبعث صفر اليدين إلا من حقائب ملئت جورا وغفلة عن يوم المحاسبة والرقيب
علميني كيف أفرح كل يوم
كيف اشتاق كل يوم
علميني كيف استقبلك أميرا
لا ينسى الحشود
كيف املك زمامك
دون أن أنسى
الوصول
كلميني …..حدثيني …….
وإن كنت لا تتقنين غير الهروب
اعلم أني لا استطيع
أن أمنعك من الرحيل
وأنت قادمة
ولا أن أوقفك
لتسمع عني الهمسات
وأنت صماء عائمة
أنت راحلة
وانا الحاضر عفوا
انا الجالس سهوا
ستدركينني حتما ……وسأدرك معك الرحيل
سنرحل معا
هده المرة…….لا تعودي
لن تعودي
انا من يعود انا من يعود
ياسين الضوو
.........................................................................................................
المقامة القذافية
.........................................................................................................
المقامة القذافية
حدثنا هَمَّام بن سلاَم قال: سألت أبا الطرائف عن القذافي، أشخصٌ يُرَى أم كائن خرافي؟ صِفْ لنا أحواله، وشمائله وأطواره! فقال أبو الطرائف: له شَعْر كثيف، وعقل خفيف. مُصَعَّرُ الخدّ، ليس لكلامه حَدّ. يعشق الهذيان، وتحرُسُه النِّسوان. له كتاب أخضر، وولد أسمر. وآخر أبيض، أيَّد وأعرض. فيه إسْراطين، ووَحيُ شياطين. كثيرُ البَجح، قليل النُّجْح. حُمْقه طَفَح، عَتهُه رَجَح. سيَّان بَسَم أم كلَح. تتبَعُه خيمة، وتُرهِبُه غيمة. إذا خلا صرخ، وإذا نازل رضخ. عالمٌ نِحرير، بكل أمرٍ بصير. يترنحُ كسكران، أو كشارب شوْكران. واعظٌ خطيب، بيطري طبيب. سياسي أريب، كاتب أديب. فنان حكيم، خبير عليم. إذا حدَّث أطال، وإذا صمت جَلَّى وجَال. كلامُه ريح في قفص، فعلُه جربٌ على برَص. كلامٌ كالعسل، وفِعلٌ كالأَسَل. حديثٌ ليِّن، وظُلم بيِّن. إذا رضِي أنال، وإذا سخط أقال. إن سُئِل تَمنَّع وجادل، وإذا أُكرِهَ مَنَح فأزجل. مَلكُ الملوك، رَبُّ كل صعلوك. زعيمٌ ثائر، رئيسٌ حائر. قائد فاتح، ثورٌ جامِح. يبيع النفط، إذا تكلم عَفَط. يَحكُم بلا حكومة، أُبُوَّةً وأمُومَة. ليس له وزير، لا نائب ولا أمير. حلَّ البرلمان، أرضُه أمان. له مؤتمرات ولِجان، وإنسٌ وجان، وهو الملك الديان. معشوقُ الجماهير، صاحب المناكير. غريبُ الزّيِّ، يُداوي بالكَيّ، يغلبُه العيّ، فيُبرِمُ الحَيّ. عارضُ أزياء، وائدُ أحياء. لا رادَّ لحُكمه، يموت بسُمِّه. كثيرُ السَّقَط، سريعُ الشطط. يُقْدِم كعنتر، ويتبخَّرُ كزعتر. يُثْنَى عليه ويُمْدَح، لا يُشارُ عليه ولا يُنْصَح. يَفخر بالعرب، ويُمجِّدُ النسب. ومنهم هرب، وعنهم غرب، إلى حيث "بامبارا" و"باسا"، و"الزولو" و"الهاوسا". رُتبتُه عقيد، دماغُه حديد، على أهله شديد، وفي الجِدِّ رِعديد. حَكم فوق الأربعين، أحمقُ من راعي ضأن ثمانين. سرق الكرسي، مِن عند السَّنوسي. احتجَّ مع الناس، مرفوعَ الراس، لإسقاط القذافي، ثالثةِ الأثافي. قاتَلَ بنغازي، واستقبلَ التعازي. ضرب وبكى، سبق واشتكى. أُدِينَ فأنْكَر "لوكربي"، وقال لستُ أنا يا ربِّي! لكنْ دفع العِوَض، سخاءً بلا مَضض. صارع "ريجان"، بكلام رنان. ووعيدٍ وخُطب، وسبٍّ وصخب. بقبقةٌ في زقزقة، أحمقُ من هبَنَّقة. كالمُهَدِّر في العُنَّة، مبتدعٌ في سُنَّة. فأسْكتَتْهُ قنبلة، فانحنى كسُنبلة. استقدم المرتزقة، من بلاد الأفارقة، ليحارب ابنَ البلَد، بصبر وجلَد. واستقوى ب"سيف الإسلام"، بيده السيف والإعلام. وابنُه "هانيبال"، هانئ البال، قبيحُ الفال، يبذل المال، ليسترِقَّ الناس، على رقصٍ وكاس. يُمَرِّضُه الأُكْرَان، مع الشقراء نَشوان. قلبُه في كوبا48; أَحبُّ إليه من طوبى. أضلُّ من ضَبّ، ألسع من عقرب، أعدى من الجرَب. أغشمُ من السيل، أفظع من الويل، أخبط من حاطب ليل، يتمايل كالذيل. أقسى من صخر، أغدر من غدير، باللَّعن جدير. وجهُ الحيزبون، حُكمُ الدَّيدبون. أخفُّ من الهباء، يتلوَّنُ كحِرباء. يصمت دهرا، ويَنطق كُفرا. يهرِفُ بما لا يعرف، يُبَذِّر ويُسرف. يُحلِّق بنظراته، كفيلسوف في خلَواته. تارة مع العرب، ثم تراه هرب. وطورا مع الأفارقة، ولَو في شمس حارقة. كلامُه لا يُرد، هو الواحد الأحد. فالإخوان زنادقة، والطائفة مارقة. أهل اليسار عار، واليمين شنار. مُجدد الإسلام، ومُصلح الأنام. يفخر بالمختار، ولمعمر أسرار. وأنَّى لمعمر أن يدرك عمر؟ وهل يحجبُ نورَ الشمس قمر؟ يسعى إلى حَكْيِه سعيا، وهل يبلغ الثرى الثريَّا؟ يطلق على رعيته الرصاص، وينادي القصاص القصاص! سفَّاح مجرم، ثائر مسلم. خَطَب فقال: "أيها الفئران! يا قطط يا جرذان! إما هُلْكٌ وإما مُلك. أقاتلُكم حتى آخر رصاصة، وأمصُّ دمَكُم وليس بي خصاصة". أليس "قذاف الدّم"، والغِلِّ والسُّمّ؟ قال همَّام بن سلام: حَسْبُك حسبُك! أهذا القذافي؟ وغيرُ خُرافي؟! قد حيَّرتَ أربابَ القوافي، اشفِنا يا شافي! نسألُكَ العوافي! لقد قلتَ فيه ما لم يقل مالِك في الخمر. قال أبو الطرائف: فهذا البادي والخافي، في وصف القذافي. قال همَّام بن سلام: لله درُّك! والله ما رأيت إنسيا كهذا قَط، يعدو وحده ثم ينط، أسدٌ تارة وطورا قِط، أخسُّ من الذَّر وأحطّ. ثم أنشأ يقول: هذا القذى في عينه ؞؞؞ لا يُرتجى رَدُّ الرَّدى خُذْ قبضة من طيننا ؞؞؞ اضربْ بها رَجْعَ الصَّدى اقذفْ به وجهَ الذي ؞؞؞ مِن جَوْره جاز المدى مُستكبِرٌ مُستقبَح ؞؞؞ أقبِحْ به أعدى العِدى مجهول |
من قصائد تميم البرغوتي
قصيدة الجبابر
معين الدمع
الحمامة والعنكبوت
كلمات كالوجع
قفي ساعة
..............................................................................................................................................
أرجوزة الرسموكي
للشيخ أحمد بن محمد الرسموكى
هذا جزء من أرجوزة الرسموكي للشيخ أحمد بن محمد الرسموكى من القرن الحادي عشر الهجري المتوفى سنة1080م . الأرجوزة تحكى قصة الشيخ أحمد الرسموكي هو ووصيفه " وينزار" (نزار ) في سنة قل فيها المطر يجوب الديار حتى بلغ قرية اسمها "أورفان" أهلها عجاف بخلاء، نزل عندهم دون عشاء و لم يرحبوا به ولا بصاحبه .
وتعتبر هذه القصيدة من الروائع الأدبية تعانقت فيها العربية بالأمازيغية لتكونا معا تحفة أدبية فريدة من نوعها في القرن 11م. وقد نظم هذه القصيدة في إحدى المسابقات بين طلاب جامعة القرويين بمدينة فاس العتيقة .فتفوق بها صاحب القصيدة آنذاك على الطلاب الآخرين الذين استعصى عليهم فهم قافيتها...
بسم الإله فى الكلام إيزْوار*أسبق-- * وهو على عون العبيد إيزضار *قادر*
وهو الذى له جميع تولغيتن *الأمداح* -- وهو المجير عبده من تومريتن*المصائب*
وبعده على النبي تازاليت *الصلاة* -- أعظم بها أجرا ولو تاموليت *مرةواحدة*
سافرت دهرا ووصيفى وينزار*اسم علم* -- فى سنة قد قل فيها أنزار *الغيث*
والقصد في السفر جوب تيميزار*الأقاليم* -- والسير في خيامها وءيكدار*الحصون*
حتى حللت بعد سير ؤوسان *أيام* -- في قرية يدعونها ب ؤورفان *قرية*
أول ما رأته فيها تيطي *العين* -- و الظن في لومهم ؤوريخطى *غير مخطئ*
قوم عجاف سكنوا في تاكنيت *هضبة* -- خافوا الضيوف كسبوا يات تايْديت *كلبة*
وقد نزلنا عندهم تيودشي *وقت الغروب* -- وكل من معنا إيكن ؤورئيشى*نام على جوعه*
مارحبوا بنا ولا ئيويندي *أحضروا* -- من القرى شيئا ولا ؤوسيندي * حملوا*
حفوا بوالد لهم ؤورئيسطير*عريان* -- ولانرى انسا يقول ئيخطير*من فعل اختار*
فربما شبهته ب تيلكيت * قملة* -- لضعفه أو قبحه ب تيلقيت *السحلية*
وليس يملك ولو تاخنيفت*سلهام صغير* -- فضلا عن افتراشه تيكضيفت *زربية صغيرة*
لم يك فى كرشه غيرئيدان * أمعاء* -- ولا لدى خيمته سوى ئيزان *ذباب*
ففي النظافة شبيه آيدي * كلب * -- وفى النحافة يضاهي ئيزضي *مغزل*
وأمهم كساؤها ؤور ئيلولا *غير مغسول* -- وجلدها من كير ئيقراولا *يبس*
فما رأينا عندهم تاويا *أمَة* -- ولاجمالا ولا ءاكايا * صغير الجمل*
ولا أثاثا ما عدا تالونتي *غربال* -- ولا أواني سوى تيكنتي *قِدر*
وأغبط العيش لديهم آفراس *البقول* -- إن كان موجودا وإلا آمراس *بقايا دقيق ونخالة*
ومذ فرغت من أداء تييضصى *صلاة العشاء * -- اكتحلت من الطوى ب ئيضصى* النوم*
فالدين عندهم غريب ئيرسى * قليل * -- ونور غرة الفلاح ئيخسى *انطفأ*
وعندهم ثور هزيل آبرار *منقط * -- وكل يوم يسرح فى آدرار *جبل*
لرجل مستثفر ب آبزيم *عروة* -- وامرأة تعتاد لبس آكليم
*آكليم منديل تغطى به المرأة رأسها، أي أن المرأة اتخذت من غطاء الرأس لباسا لها من فرط بخلهم* .
مستثفر: مستتر
مستثفر: مستتر
