الأحد، 24 يونيو 2018

دفاتري القديمة : حلقة التربية والتنشئة


وأنا أقوم بتقليب دفاتري القديمة، أعثر على أوراق مبعثرة هنا و هناك، تحمل مضامين تأملية فكرية لحظية ربما حتى استشرافية ، يرجع تاريخ هذه الوريقات الى أكثر من ثمانية عشر سنة ، أكيد أن الحال غير الحال والسؤال غير السؤال ، فما الذي تبدل بين الأمس واليوم في سؤال الهوية وتحصينها وواقع العولمة وتأثيراتها ، وفي قضايا التربية أفقا للتفكير واستشرافا للمستقبل، وريقات بمضامين لحظة الانطلاق وقضايا واقع حالنا استهلاك مخرجات أزمة تربوية خانقة، كان من الممكن تطويقها بالإجابة عن أسئلة الماضي بصدق وبلا لف و لا دوران ٠ حتى لا أطيل عليكم أترككم مع ماحملته تلك الحروف من شتات فكري يحتاج الى إعادة صياغة بميزان اليوم، على أني تركتها كما هي آملا في ترك اللحظة بما نتجت، والفكرة بما أبدعت، دون حذف أو إضافة ، ماعدا هذا العنوان.

التربية بين التنشئة الاجتماعية وأسئلة المستقبل 

من البديهي أن يكون لكل مجتمع نظام للتنشئة الاجتماعية خاص به لتكوين الأجيال الجديدة، وهو نظام يجب أن يتميز إلى حد كبير بالتماسك، كي يضمن استمرارية لشخصية المجتمع ووحدته، مع العمل على تسهيل إدماج الفرد في المجتمع، وبناء عليه فان مسألة التنمية الاجتماعية تعتبر من الاهتمامات الكبرى لدى الدول وخصوصا تلك المجتمعات التي تشهد عدة تحولات جراء تأثيرات المجتمعات الغربية ( المركز) ومن بينها المغرب.
لقد عرفت هذه المجتمعات تحولات جذرية على مستوى كبير من الحدة الى درجة أنها وجدت نفسها في مواجهة حالات الهدم وإعادة البناء، واعتبرها بعض الباحثين بمثابة أزمة أي مشكلة ذات أعراض حديثة تتعلق بكيفية الاستجابة لمتطلبات الحياة الاستعجالية القائمة، وبالتالي لمتطلبات التنمية الاجتماعية التي ترتكز على تكوين فاعل اجتماعي جديد يختلف عن الفاعل الآخر المنتمي الى النظام القبلي القديممن هذا المنطلق نطرح الأسئلة التالية :
هل علينا أن نبني نظاما للتنشئة الاجتماعية قديم حماية لأنفسنا من الآثار السلبية لنظام القيم الذي أفرزها الآخر( الغرب) ذلك النظام الذي يهدد هويتنا الشخصية والثقافية ؟ أم علينا ان نترك الماضي جانبا، ونتخلى عن ثراث الأجداد ونراهن بالتالي على الحضارة العصرية بكامل مكوناتها المادية والروحية؟ هل بإمكاننا أن نلاءم بين تراثنا القديم وبين الحضارة الغربية حتى نكون قادرين على العيش في عصرنا الراهن ؟
تلكم هي الأسئلة المحرجة والتي تحدد ضرورة ضبط المناهج وتحديدها وبالتالي مساءلة المدرسة المغربية عن أدوارها المفروض أن تضطلع بها.

المدرسة والمحيط ، النظام التربوي والنظام الاجتماعي : أية علاقة؟

في تحديد المفاهيم
v   مفهوم التنشئة الاجتماعية:
كسائر المفاهيم التربوية، يصعب إعطاء تعريف محدد وموحد بين الباحثين حول هذا المفهوم لاختلاف المدارس التي تتناوله بين السوسيولوجيا والسيكوسوسيولوجيا لكن سنحاول أن ننطلق من التعريف التالي:
....
هي السيرورة التي يتعلم من خلالها الفرد كيف يربط طيلة حياته بين مجموع العناصر السوسيوثقافية للوسط الذي يعيش فيه، وكيف يدمج بالتالي تلك العناصر في بنية شخصيته، وكل ذلك بتأثير من تجاربه وبتأثير من العوامل الاجتماعية الدالة، بحيث يستطيع التكيف من خلال ذلك مع الوسط الذي يعيش فيه

مفهوم الهوية يتسم بالغموض والتعقيد فمجموعة من الأعمال ذات الاتجاه السوسيولوجي ركزت على الهوية الثقافية والهوية الوطنية بصفتهما أداتين أيديولوجيتين بين يدي الدولة الوطنية تستعمل عند فشل سياق أي مسار تنموي ذي صبغة اقتصادية٠ لكن بالنظر الى المقاربة السيكوسوسيولوجية التي تجعل الانسان حلقة تفاعلية واعية لا مجرد وحدة بيولوجية مادية فإن الهوية هي حصيلة لمجموعة أنساق العلاقات والدلالات التي يستقي منها الفرد معنى لقيمته ويضع لنفسه في ضوءها نظاما يشكل في إطاره هويته، بحيث تتوفر له من جراء ذلك إمكانية تحديد ذاته داخل الوسط السوسيوثقافي باعتباره نظاما مرجعيا على مستوى السلوك المعرفي

المدرسة والتلميذ وسؤال العلاقة ؟ 

قبل أن نتطرق لمجمل العلاقة بين المدرس والتلميذ خاصة في العالم القروي لابد أن نوضح مجموعة من النقاط لأهميتها
·       المجتمع القروي ليس مجتمعا متخلفا كما يعتقد البعض بل يتكون من مجموعة قيم وتصورات تعبر عن الحالة الثقافية والاقتصادية التي يعيشها الإنسان القروي، بل وقد تبرز في إطار الصراع الثقافي بين ما هو حضري وقروي
·       نظرة الآباء عموما الى المدرسة يغلب عليها كونها أداة للترقي الاجتماعي واستثمار مربح للأبناء، وبالتالي فمؤسسة الأسرة هي المرجع والأساس في تربية النشء نظرا لحمولتها العاطفية والنفسية٠ إن الأسرة القروية حسب هذا المنطلق لا ترى أن توجيه الطفل الى المدرسة بهدف تربيته وتكوينه، بل تعتبره قد حصل فعلا على درجة كافية من التربية والأخلاق من خلال الأسرة٠
·       في بحث أنجزه الدكتور مصطفى حدية في قرية معينة ، وجد أنه إذا كان معدل الأطفال في كل بيت قروي هو8 فإن نصيب التمدرس ينحصر في اثنين منهم فقط ، الشيء الذي يعني أن قرار التسجيل في المدرسة كان عن سبق اختيار من الأبويين حين لا يتسنى للابن مسؤولية تحقيق المشروع العائلي ٠ وبالتالي فتسجيل الأبناء في المدرسة لدى غالبية القرويين يعتبر تضحية ضخمة لأنه يحتاج من يعينه على قساوة الحياة وصعوباتها .
·        والظاهر أن هناك قطيعة تامة ، في هذه الأوساط، على المستوى الاجتماعي بين التلاميذ والمعلمين وهي قطيعة متولدة عن الأحكام المسبقة وأحكام القيمة التي لا تخفى خطورتها وتأثيرها السيء ، نفس القطيعة نجدها في علاقة المدرس بالآباء وبالوسط الذي يشتغل فيه

مقترحات وبدائل: 

إن وضعية الانغلاق التي تشهدها المدرسة تجعلها بعيدة كل البعد عن الدور التأهيلي الذي من المفروض القيام به وبالتالي قد ينتج عن هذا الوضع أن تستفحل فكرة ( أن لا فائدة من المدرسة)
من هنا وجب تحسين الأوضاع المادية للمدرسين حتى يقوموا بواجباتهم أحسن قيام وتوفير مناهج مرنة تمكن المدرس من الخلق والإبداع في الحدود التي تجعل منه متواصلا أكثر مع المحيط والتلاميذ
·       إعادة النظر في التصورات التي تحملها على التلاميذ ، وتجديد منابع المعلومات في المجال التربوي الذي يعرف ثورات في كل علم من علوم التربية
·       الاهتمام بالأنشطة الموازية أو المندمجة كمضادات للبؤس المدرسي تجعل من المدرسة منتجة قادرة على التفاعل 
·       التفكير في الوسائل يأتي بوجود إرادة لدى المدرسين العاملين بشكل مباشر ( في خط التماس مع الواقع )
إن أي إصلاح لا يهتم بظروف رجل التعليم المادية ولا يقوم بإشراكه في صياغة التصورات والبدائل ( يعتمد على الإملاء) لا ينتظر منه الخير لأنه يقوم بإقصاء أهم عنصر من عناصر العملية التعليمية ألا وهو المدرس٠

خلاصة تركيبية 

على المدرس أن يكون مهموما بتغيير أوضاع مجتمعه متمكنا من أدوات عمله، متفاعلا مع الأحداث السياسية والاقتصادية للنظام الاجتماعي حتى يدفع بالتصورات التي يراها مؤهلة لتحقيق النمو والازدهار لهذا البلد الطيب الى الأمام ، وليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أحب العيال الى الله أنفعهم لعياله حديث شريف ٠

سيدي يعقوب مارس 2001


الخميس، 3 مايو 2018

تساؤلات على الطريق

تتعدد التساؤلات ويتعدد الطرح، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن نقف دون تفكير ....التفكير يلازمني على طول هذا المسار الحياتي. بالفعل لكل موقع وحدث تفكيره، ولكل واقعة اهتماماتها وتجلياتها. تظهر أحيانا على شكل سلوك، وتغيب أحيانا وسط الزحام وتراكمات الأحداث. عموما يبقى أكبر تساؤل يطرح نفسه اللحظة، هل الكتابة نتاج أزمة نفسية واكراهات مجتمعية ؟ أي حلقة ضمن مسار لا تعدو أن تكون فيها معانات وأحزان.  أم أن بإمكانها أن تأخذ موقع الفسحة للنفس وتبحث الذات داخلها عن صورها ودلالاتها، وتسبح في عالم التأملات المبهجة للنفس فتخرجها من العادة والروتين اليومي القاتل؟
لا شك أن عالمنا اليوم في تغير مستمر، وأسئلة المرحلة في صياغة جديدة ومتجددة نابعة من سرعة التغيرات وقوة التدافع الفكري والنفسي. ومن لا يستطيع أن يحدد أسئلته وأطروحاته ومنهج البحث عن إجابات تشفي غليله، سيبقى في النقطة التي فيها، وسيدرك في يوم من الأيام أن الموقع الذي يحتله ينتمي إلى عصر بائد. هذا على المستوى الثقافي واللغوية والفكري وحتى الديني.
أتمنى أن أصل إلى الطريق التي تمكنني من مسايرة الركب الحضاري، وتعوضني عن حالة الإحساس بالنقص في التكوين اللغوي والفكري، طريق تؤمن لي المعرفة الحقة، دون إكراهات أسئلة الأنا وحاجات الذات المنفلتة، ودون تطويق أو تطويع من أحد......

حرر بفرعية أدميم بجبال الأطلس الكبير المركزي بتاريخ 20 فبراير 2000
بقلم ياسين الضوو
،

بين الاختزال والبحث عن المعنى

.....كثيرا ما يلجأ التحليل والكتابة إلى مواقف جاهزة، وكأننا أمام وضعية " الستاتيكو" في كل شيء ، في التجاذبات والعلاقات التي تربط العناصر المختلفة، في السلوكات الاجتماعية التي نبحث لها عن تفسير مقنع ونحن نرصد ظاهرة ما، في تلخيص المواقف والاتجاهات التي تؤطر موضوعا ما، وكأننا وأمام الظواهر المرصودة أو المتأملة أو تلك التي نجعلها موضوع بحثنا ودراستنا، في وضعية الخارج عن ما درسناه ذاتا وثقافة واجتماعا.
تتسرع استنتاجاتنا فنقيم أو نحكم أو نتبنى مواقف بعينها إزاء معضلة ما، فننطق بالحكم وننهي السجال.
لكن الحقيقة، هي ان ما التقطناه هو صورة ثابتة في لحظة ما وزمان ما، تتبدل الصورة بين ثانية وأخرى، لأن المجتمع في وضع دينامي. كذا الشأن للثقافة والعلم والطبيعة. نحن لا نستوعب الحجم الهائل من التفاعلات والتجاذبات التي تربط العناصر ببعضها، ولا هول التحولات التي تقع بين ظهرانينا كلما غابت شمس هذا اليوم ولا فجر اليوم الآخر.
هي محاولة منا لإدراك ما يحيط بنا، وهي بالفعل محاولة فاشلة، لأن سمتها التبسيط غير المقنع، والاختزال المجحف في حق الأفكار التي نتلقاها عن ذواتنا ومحيطها كل يوم.

حرر ببني ملال في 9 أكتوبر 2008
بقلم ياسين الضوو

لحظة وفراق


قلق يساورني
كجالس يترقب النجوم 
يسائل دواخلي 
عن عشق قطرات العلوم 
يزحزح كياني 
يزلزل عواطفي
لأرقى في مسارات القدوم 
لأنظر إلى عشق ثمرة
     وعنب 
     وتفاح 
فأفتح قلبها
على أن أدرك 
كنهها 
وسرها 
وعظمها 
لازلت أحبو ضاجرا 
تائها 
يبحث عن نهاية سعيدة 
بين النهايات 
بين أحرف الكلمات
بين المشاعر والمتناقضات 
لازلت أمشي مطأطأ الرأس 
     خجلا 
      أسفا 
من ركام التوحش 
والتخاذل 
وقلة ذات اليد
وذات الحيلة 
ما زلت أتوكأ العكاز 
أرتجف العجز 
أرمق نهايتي رمقا 
أجد زمني بكف يدي
على أن اوقفه 
أمنعه 
أسأل العصافير
سؤالا متأخرا
كيف كانت عودتكم؟
كيف مرت رحلتكم؟ 
كيف جاءت فصول السنة؟ 
في سنة 
لم أزل
أسكنها 
                          حرر  ببني ملال سنة 2008 
                                         ياسين الضوو 


الجمعة، 21 يوليو 2017

استغاثة

نداء ومناشدة 

تعاني السيدة حبيبة، أرملة في عقدها السبعين من مدينة تازة، من مرض عضال و مزمن ألزمها الخلود بالفراش لأزيد من خمس سنوات متتالية، ونظرا لوضعيتها الاجتماعية المزرية فقد وجدت صعوبات مادية ومعنوية في تلقي و مواصلة العلاجات: من تشخيص وفحوصات طبية وتطبيب، وذلك منذ إصابتها بهذا المرض الغريب، الذي جعلها دائما ملقاة على ظهرها لحد كتابة هذه السطور، حيث استسلمت لقدرها بسبب الفاقة وقلة ذات اليد، لتنتهي بها الحالة إلى ماهي عليه، (انظر الصور)، فأضحت مشلولة الحركة على مستوى النصف السفلى من جسدها، لا تقوى حتى على الدوران على مستوى جنبيها بسبب زيادة وتضخم حجم أطرافها السفلية، مما جعل السرير الطبي، الذي ترقد عليه، شيئا فشيئا، لا يتسع و لا يقوى حجما ومساحة على حمل و جمع كافة أطراف جسدها المتهالك المنهار .
     وفي اتصال بإحدى بناتها، أكدت هذه الأخيرة أنها تجد، رفقة بعض المتطوعات و المحسنات، صعوبات متنوعة في عملية التنظيف اليومي لأمها، خاصة في فترة استبدال كل من الحفاظات الخاصة بها و الأغطية الغير المعقمة من تحت بدنها، وذلك بسبب ضخامة كتلة وزنها المتزايد و بسبب التصاق بعض هذه الأغطية  بمناطق سفلية من جسدها التي تبقى راقدة عليها طول الوقت، إضافة إلى كون جسدها المترامي الأطراف و المتوقف عن الحركة، أضحى ملاذا لتزايد وتكاثر نمو الفطريات والديدان ببعض الأماكن منه، خاصة الأعضاء التي تلامس سطح أفرشة السرير، الشيء الذي جعل مناطق كثيرة من جسدها عرضة لتسلخات جلدية وموطنا للآلام الحادة عند كل عملية تنظيف وغسل.
لذا، تناشد المتحدثة جميع المحسنين وأهل الخير والاحسان تقديم المساعدة لأمها السيدة حبيبة حتى تتمكن من الولوج إلى العلاج والتطبيب ومن ثم التخفيف من معاناتها اليومية مع المرض، والله لا يضيع أجر المحسنين.
للاتصال بالسيدة حبيبة أو ابنتها على أرقام الهاتف المبينة أسفله:


    رقم هاتف السيدة حبيبة: 06.97.35.01.78
    رقم هاتف ابنـــة المريضة :06.11.38.60.67


   
لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم